أبرز مشاركون خلال أشغال اليوم الثالث والأخير من المؤتمر الدولي حول السلوك الحضاري اليوم الاثنين بوهران أهمية الدور الفعال للجامعة والإعلام في ترسيخ السلوك الحضاري لدى فئات واسعة من المجتمع.
وفي هذا الصدد، أكد مدير مخبر الدراسات الإتصالية والإعلامية بجامعة “عبد الحميد بن باديس” لمستغانم الأستاذ العربي بوعمامة، أن للإعلام دور فعال في الارتقاء بسلوك الفرد والجماعة نحو تحضر فعلي أصيل.
وأشار إلى أنه “بتطور وسائط وتقنيات الإعلام والاتصال تطورت الأدوار المنوطة بالإعلام في تنمية وخدمة السلوك الحضاري للفرد والمجتمع و مواجهة سعي العولمة لفرض سلوك حضاري أوحد مما يحمل المشتغلين في مجال الإعلام جزءا كبيرا من المسؤولية في تشكيل السلوك الحضاري للمجتمع من جهة ولإبراز هذا السلوك ومقوماته والحفاظ عليها في عالم متغير من جهة أخرى”.
واعتبر ذات المتحدث بأنه “لا يجب أن يبقى الإعلام في عصر تعدد المصادر مصدرا أو ناقلا فحسب بل يجب أن يبني منظومة قيم قادرة على تلبية تطلعات المجتمع الحديثة من جهة وتجسيد ذاته الحضارية من جهة ثانية”.
وأبرز الأستاذ بوعمامة أن “مواجهة المد الإعلامي المعولم والقيم الوافدة جراءه لا تتم إلا بمنظومة إعلامية حاملة لقيم المجتمع ومتكاملة من حيث الهياكل والوظائف والرؤى”.
ودعا نفس المتدخل المجتمعات العربية والمسلمة إلى استخدام وسائل الإعلام في التربية والثقافة لإنتاج النمط الحضاري في إطار المنتوج القيمي للمجتمع.
ومن جهته، أشار الدكتور محمد بلخير، أستاذ بالمركز الجامعي لتمنراست إلى أن “الجامعة تتولى القيام بدور مهم في ترسيخ و تفعيل القيم الحضارية و ترسيخ السلوك السوي وسط المجتمعات الطلابية عبر ما تقدمه من مناهج و نشاطات تساهم في تحقيق تلك القيم و تقويمها و تنميتها وسط فئة إجتماعية تستمد أهميتها من كونها فئة شابة من جهة و طالبة للعلم من جهة ثانية”.
وتلعب الجامعة -حسب نفس المتحدث- “دورا مهما في تنمية القيم السلوكية و التوازن الاجتماعي للطالب باعتبارها تعد من مؤسسات التنشئة الاجتماعية للمجتمع وليس مكانا للتحصيل العلمي و اكتساب المهارات فقط”.
وتمارس الجامعة دورها في ترسيخ السلوك و القيم الحضارية وسط المجتمع الطلابي من خلال عدة طرق حسب الأستاذ محمد بلخير، على غرار التبادل الطلابي بين الجامعات مما يسمح بتبادل الخبرات والتجارب السلوكية وإقامة المنافسات الرياضية بما يوفر فرصة للتخلص من الطاقات السلبية وشحن النفس بطاقة إيجابية تنعكس على سلوك الأفراد ومعاملاتهم إضافة إلى إقامة الأنشطة الفكرية والفنية والثقافية بما يسمح بتنمية ملكة الإبداع و الابتكار.
وللتذكير ينظم المؤتمر الدولي حول السلوك الحضاري من طرف المجلس الإسلامي الأعلى تحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية السيد، عبد المجيد تبون، بمشاركة علماء وأساتذة وباحثين من عدة دول عربية وإسلامية وأوروبية.
ظهرت المقالة وهران: إبراز دور الإعلام و الجامعة في ترسيخ السلوك الحضاري أولاً على المؤسسة العمومية للتلفزيون الجزائري.